جرثومة المعدة...الأسباب، الأعراض، والعلاج؟

جرثومة المعدة...الأسباب، الأعراض، والعلاج؟

تعد جرثومة المعدة أو البكتيريا الحلزونية (Helicobacter pylori) من أكثر الأنواع البكتيرية شيوعًا التي تصيب الجهاز الهضمي البشري. تعيش هذه البكتيريا في المعدة وتسبب مجموعة من المشكلات الصحية التي تؤثر على صحة المعدة والأمعاء، مثل القرحة المعدية والتهاب المعدة. 

الأسباب:

أسباب الإصابة بجرثومة المعدة (Helicobacter pylori) غالبًا ما تتعلق بعدة عوامل بيئية وسلوكية، ومنها:

التلوث بالجرثومة: الجرثومة تنتقل من شخص لآخر، وخاصة عن طريق الفم. يمكن أن تنتقل عبر الطعام أو الماء الملوث أو من خلال الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين.

ظروف النظافة السيئة: العيش في بيئات تحتوي على مياه ملوثة أو شروط صحية غير جيدة تزيد من احتمالية الإصابة بهذه البكتيريا.

استخدام أدوات ملوثة: في بعض الأحيان، قد تحدث العدوى إذا تم استخدام أدوات ملوثة مثل أدوات الطعام أو فرشاة الأسنان.

التعرض للجرثومة منذ الطفولة: الإصابة في مراحل مبكرة من الحياة يمكن أن تجعل الشخص عرضة للإصابة مجددًا في مراحل لاحقة، خاصةً في حال كانت البيئة غير صحية.

ضعف جهاز المناعة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من العدوى، بما في ذلك جرثومة المعدة.

التدخين: يمكن أن يسهم التدخين في إضعاف دفاعات المعدة الطبيعية، مما يزيد من فرصة الإصابة بهذه الجرثومة.

عوامل الخطورة:

عوامل الخطورة التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بجرثومة المعدة تشمل:

العيش في بيئات غير صحية: إذا كنت تعيش في مناطق تفتقر إلى النظافة الجيدة أو تعاني من تلوث في المياه، فإن احتمالية الإصابة بجرثومة المعدة تزداد.

العيش مع شخص مصاب: كما ذكرت سابقًا، الجرثومة تنتقل من شخص لآخر. إذا كنت في اتصال وثيق مع شخص يعاني من هذه العدوى، فهذا قد يزيد من فرص انتقال البكتيريا إليك.

العمر المبكر: الأطفال الذين ينشأون في بيئات غير صحية أو في عائلات مصابة بالعدوى يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الجرثومة في وقت مبكر من حياتهم.

التدخين: التدخين يزيد من فرص الإصابة بالعديد من مشاكل الجهاز الهضمي، بما في ذلك الإصابة بجرثومة المعدة. كما أن التدخين يمكن أن يزيد من شدة الأعراض إذا كنت مصابًا بالفعل.

استخدام الأدوية المضادة للمعدة: تناول أدوية مثل مضادات الحموضة أو المسكنات المضادة للالتهاب بشكل مفرط يمكن أن يضعف من حماية جدار المعدة، مما يسهل على الجرثومة أن تسبب مشاكل.

ضعف جهاز المناعة: الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو أولئك الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

التغذية السيئة: التغذية غير المتوازنة أو سوء النظام الغذائي قد يزيد من ضعف الجهاز الهضمي، ما قد يسهل من تأثير الجرثومة.

الأعراض:

أعراض الإصابة بجرثومة المعدة يمكن أن تتفاوت من شخص لآخر، وفي بعض الحالات قد لا تظهر أي أعراض. ومع ذلك، هناك مجموعة من الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بهذه البكتيريا:

ألم في المعدة: غالبًا ما يكون الألم في الجزء العلوي من المعدة، وقد يزداد سوءًا بعد تناول الطعام أو عند الشعور بالجوع. قد يشعر الشخص بالراحة لفترة قصيرة بعد تناول الطعام أو الأدوية المضادة للحموضة.

انتفاخ وغازات: الشعور بالانتفاخ أو الامتلاء في البطن، خاصةً بعد تناول الطعام، قد يكون من الأعراض الشائعة.

عسر الهضم: صعوبة في هضم الطعام قد تؤدي إلى شعور بالغثيان أو الشعور بعدم الراحة بعد الأكل.

غثيان وقيء: يمكن أن يسبب التهاب المعدة الناتج عن جرثومة المعدة شعورًا بالغثيان، وقد يصل الأمر إلى القيء في بعض الأحيان.

فقدان الشهية: بعض الأشخاص يشعرون بفقدان رغبتهم في تناول الطعام بسبب الشعور المستمر بالغثيان أو الألم في المعدة.

فقدان الوزن غير المبرر: نتيجة لفقدان الشهية أو مشاكل الهضم، قد يعاني الشخص المصاب من فقدان الوزن دون سبب واضح.

حرقة المعدة (الحموضة): الشعور بالحموضة أو حرقة في الصدر قد يكون مرتبطًا بالإصابة بالجرثومة.

البراز الداكن أو الدموي: في الحالات الأكثر شدة، قد تؤدي القرحة التي تسببها الجرثومة إلى نزيف داخلي، ما يتسبب في براز داكن أو حتى وجود دم في البراز.

إذا كنت تشعر بأي من هذه الأعراض لفترة طويلة أو كانت شديدة، من المهم استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.

متى يجب رؤية الطبيب؟ 

من الضروري زيارة الطبيب عند مواجهة الأعراض التالية:

ألم شديد في البطن ومستمر: إذا كنت تشعر بألم قوي ومستمر في منطقة البطن، خاصة إذا كان يزداد سوءًا مع مرور الوقت.

ظهور الدم في القيء: قد يدل وجود دم في القيء على مشكلة صحية خطيرة تتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا.

تلون البراز باللون الأسود أو ظهور الدم فيه: يعد البراز الأسود أو الذي يحتوي على دم من الأعراض التي قد تشير إلى نزيف داخلي  في المعدة أو الأمعاء.             

فقدان الوزن غير المبرر: إذا لاحظت فقدانًا مفاجئًا وغير مبرر في الوزن، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة صحية مزمنة، مثل قرحة المعدة أو التهاب المعدة.

المضاعفات:

إلى جانب الأعراض التي قد تشير إلى وجود الجرثومة، قد تؤدي الإصابة المستمرة بجرثومة المعدة إلى بعض المضاعفات الخطيرة إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب، ومنها:

التهاب بطانة المعدة: يمكن أن تتسبب جرثومة المعدة في التهاب مزمن في جدار المعدة، مما يؤدي إلى أعراض مثل الألم والغثيان.

قرحة المعدة: تعد القرحة المعدية من المضاعفات الشائعة الناتجة عن العدوى بجرثومة المعدة، والتي قد تؤدي إلى تقرحات في جدار  المعدة.      

النزيف الداخلي: في بعض الحالات، قد يؤدي التهاب المعدة أو القرحة إلى نزيف داخلي يظهر في القيء أو البراز.

سرطان المعدة: في حالات نادرة، إذا استمر الالتهاب المزمن أو القرحة المعدية لفترة طويلة دون علاج، قد يزداد خطر تطور سرطان المعدة.

إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض أو المضاعفات، يجب عليك استشارة الطبيب فورًا للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.

التشخيص:

تشخيص جرثومة المعدة (Helicobacter pylori) يعتمد على عدة اختبارات طبية تساعد في تأكيد وجود البكتيريا وتحديد تأثيرها على المعدة. إليك الطرق الأكثر شيوعًا لتشخيص الإصابة: 

اختبار التنفس (اختبار اليوريا التنفسي): 

طريقة العمل: يتم إعطاء المريض مادة تحتوي على اليوريا (عادةً مادة غير مشعة أو مشعة)، وإذا كانت الجرثومة موجودة في المعدة، فإنها تحلل اليوريا وتنتج غازات معينة يمكن اكتشافها عند الزفير.

دقته: يعد من أكثر الطرق دقة وسهولة، ويفضل في حال إجراء الفحص بعد العلاج لمتابعة الحالة.

تحليل الدم:

طريقة العمل: يتم سحب عينة دم للكشف عن الأجسام المضادة التي قد تكون قد تشكلت في الجسم نتيجة الإصابة بالجرثومة.

دقته: قد يظهر هذا الفحص الأجسام المضادة حتى بعد علاج الإصابة، وبالتالي قد لا يكون مفيدًا في تحديد ما إذا كانت العدوى قد تم التخلص منها.

تحليل البراز:

طريقة العمل: يتم فحص عينة من البراز للكشف عن مستضدات الجرثومة (علامات خاصة بالبكتيريا).

دقته: يعد هذا الفحص دقيقًا، ويساعد في التأكد من وجود الجرثومة في المعدة.

المنظار المعدي (Endoscopy):

طريقة العمل: يتم إدخال أنبوب رفيع به كاميرا عبر الفم إلى المعدة لفحص الأنسجة الداخلية. في حال كانت هناك قرحة أو التهاب ناتج عن الجرثومة، يمكن أخذ عينة صغيرة (خزعة) لفحصها.

دقته: يُعتبر المنظار من الطرق الدقيقة لأنه يسمح للطبيب بمراقبة الحالة مباشرة ويمكن أخذ خزعة لتحليل وجود الجرثومة.

اختبارات أخرى:

فحص البول: في بعض الأحيان يُستخدم كوسيلة لفحص وجود الجرثومة، لكن هذه الطريقة أقل شيوعًا.

العلاج:

علاج جرثومة المعدة (Helicobacter pylori) يعتمد عادة على استخدام مزيج من الأدوية للقضاء على البكتيريا وتهدئة الأعراض. العلاج يتضمن:

المضادات الحيوية:

نظرًا لأن جرثومة المعدة هي بكتيريا، فإن المضادات الحيوية هي الخط الأول لعلاجها. عادة ما يُستخدم مزيج من مضادين حيويين للقضاء على الجرثومة بشكل فعال. من الأدوية التي قد تُستخدم:
أموكسيسيلين
كلاريثروميسين
ميترونيدازول 
تيتراسيكلين
هذا المزيج يساعد في منع تطور مقاومة البكتيريا للأدوية.

أدوية مضادة للحموضة (مثبطات مضخة البروتون):

هذه الأدوية تساعد في تقليل إنتاج الحمض في المعدة، مما يسهل الشفاء ويمنع تفاقم الأعراض. من الأمثلة عليها.
أوميبرازول
لانسوبرازول
إيسوميبرازول
تقليل الحموضة يساعد أيضًا في التئام جروح المعدة أو القرحة التي قد تكون ناتجة عن الجرثومة.

أدوية مضادة للحموضة أو مضادة للهيستامين:

قد تُضاف أدوية أخرى مثل رانيتيدين أو فاموتيدين لتقليل إفراز الحمض في المعدة.

العلاج الثلاثي أو الرباعي:

غالبًا ما يتم اتباع العلاج الثلاثي (مضادين حيويين + مثبط مضخة البروتون) أو العلاج الرباعي (يشمل إضافة دواء يحتوي على بزموت بالإضافة إلى العلاج الثلاثي) حسب حالة المريض ودرجة الإصابة.

العلاج الرباعي يُستخدم في الحالات التي قد تكون فيها الجرثومة مقاومة لبعض الأدوية.

مدة العلاج:

عادة ما يستمر العلاج لمدة 10 إلى 14 يومًا، مع ضرورة تناول الأدوية بانتظام كما وصفها الطبيب. في بعض الحالات، قد يحتاج الشخص إلى متابعة العلاج بمضادات الحموضة بعد فترة من العلاج.

مراقبة بعد العلاج:

بعد انتهاء العلاج، قد يُطلب من المريض إجراء اختبار جديد للتأكد من القضاء على الجرثومة. قد يُجرى اختبار التنفس أو تحليل البراز للتحقق من عدم وجود العدوى بعد العلاج.

نصائح لتخفيف الأعراض أثناء العلاج:

تجنب الأطعمة الحارة أو الحمضية التي قد تهيج المعدة.
تقليل التوتر والضغوط النفسية، حيث يمكن أن تزيد من الأعراض.
شرب كميات كافية من الماء والتركيز على الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم.
من المهم متابعة العلاج بشكل كامل وعدم التوقف عنه حتى لو شعرت بتحسن، لأن التوقف المبكر قد يؤدي إلى عودة البكتيريا.

الوقاية:

الوقاية من جرثومة المعدة (Helicobacter pylori) تتطلب اتباع بعض التدابير التي تقلل من فرص الإصابة بها، حيث تنتقل الجرثومة عادة من شخص لآخر أو عبر الطعام والماء الملوثين. إليك بعض النصائح للوقاية:  

النظافة الشخصية الجيدة:

غسل اليدين جيدًا: بعد استخدام المرحاض، وقبل تناول الطعام، وبعد التعامل مع الطعام النيء.
استخدام الماء النظيف: تأكد من أن الماء الذي تستخدمه للشرب أو غسل الطعام نظيف وغير ملوث.

الاهتمام بنظافة الطعام:

غسل الخضروات والفواكه جيدًا: تأكد من غسل جميع الخضروات والفواكه بشكل جيد، خاصةً إذا كانت ستؤكل نيئة.
طهي الطعام بشكل جيد: تجنب تناول الطعام النيء أو غير المطهو بشكل جيد، خاصة اللحوم.

 تجنب الأطعمة والمشروبات الملوثة:

تجنب تناول الأطعمة والمشروبات من أماكن غير موثوق بها، خصوصًا في المناطق التي قد تكون فيها ظروف النظافة غير جيدة.

تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين:

تجنب مشاركة أدوات الطعام: مثل الأكواب أو الأطباق أو فرشاة الأسنان مع شخص مصاب بالجرثومة.
الابتعاد عن الأشخاص المصابين: خصوصًا إذا كانوا يعانون من أعراض مثل الغثيان أو الألم في المعدة.

الاهتمام بالصحة العامة:

تقوية جهاز المناعة: الحفاظ على صحة الجسم العامة من خلال نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة، والنوم الجيد، يمكن أن يساعد في تقليل فرص الإصابة.
الإقلاع عن التدخين: التدخين يزيد من خطر الإصابة بقرحة المعدة والتهيج، كما يمكن أن يسهم في زيادة فرص الإصابة بجرثومة المعدة.

فحص الأشخاص في خطر:

في حالة وجود تاريخ عائلي أو إصابة سابقة بالقرحة المعدية أو سرطان المعدة، يمكن أن يكون من المفيد إجراء فحوصات دورية للكشف عن الإصابة بجرثومة المعدة.

مع تمنياتنا لكم بحياة افضل

تعليقات